تمــر بنا كثير من الظــروف والمواقف ..
نحــتاج فيها إلى الثــرثرة وكســر جــدار الصمــت..
وترك مشــاعــرنا بلا تفكــير أو ترتيب ..
تتدفق إلى صفــاء ورقــة أو قــلب ..
صديق مخلص ليس منّا إلا وهو بحاجة إلى ذلك ..
الصديق الذي يبثه همــومــه ويودعــه أســراره ..
ويجـــده عــونا وســندًا عند الحاجــة إليه ..
ويكــون هو له بالمــثل يبادلـــه ..
العطــاء بعطــاء ..
والثقــة بثقـــة..
كل منّا بحاجــة إلى هذا الإحســاس ..
ليستجيب إلى نداء فطــري ..
جعله الله بداخله ليكون هذا التواصــل والتعاون بين بني البشر...
ولكــن عندمــا يصيبنا الإعياء والحيرة ..
بحــثًا عن ذلك الصـــديق النادر ..
الذي شــح به الزمان وتاهــت إليه الدروب ..
وعــز الوصول في زمن طغت فيه المــاديات .. وحب الذات ..
وأصبح البحث عمن تثق به ..
كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ....
ما أجمــل الهروب حين ذاك من الواقع المــؤلم..
واللجــوء بعــد الله إلى ورقة وقلم..
ليكــونا ملاذًا آمنًا وملتقى أوحد لمشاعــرنا ..
مهما اختلفت القدرات وتباينت الطباع ..
نجــد أن كــلاً منا يستطيع أن يصف مافي نفســه..
أو يحكي ما يؤرقــه بالطــريقة والأســلوب الذي يستطيعه ..
نختلف في ذلك ولكننا بالنهـاية نستطيع أن نحـول مابداخلنا ..
إلى حروف وكلمات تترجم آلامنا وافراحنا...
فمجرد أن نمسك القلم..
ونحاول أن نكتب مانحسه نجـــد كلمــاتنا ..
تتدفق على بياض الصفحــات..
لتفـــرغ شحـــنة مكبوتة ترهــق أرواحــنا وتثقــل كــواهـلنا...
نلقي ما بداخلنا من مشــاعــر وأحاسيس..
تحــيرنا وتعصف بنا ..
فتكون حــروفًا ..ناطقة بكل امالنا والآمنا...
لنجــد تلك الورقــة الصمــاء تعانق حــروفنا ..
وكــأنها ذات روح وحس تشعـر بنا ..
وتبادلنا الثقــة وتتلون بألوان مشاعـرنا المنسكبة على صفحتها..
وتقف بصمت أمام إسهابنا وتخاطر أفكارنا وتدفق مشاعرنا
فلا مقاطعة أو مناقشة أو سخرية...